الأحد، 20 مايو 2012

عاشقة تتأمل ظلماتها




أهبط إلى قاعي 
أتأمل ظلماتي
أمشي وحيدة في كهوفي
وأنا أحمل خرائط خرائبي 
وحروبي وحرائقي وكنوزي.
أحفر في ترابي 
أنبش صناديقي السرّية
التي دفنتها بإتقان منذ عصور
وعبثاً أتذكر صيغ فتحها!!...

لقد قررت ذات يوم
أن أحتفظ بصناديق أعماقي سرّاً
صناديق لا تبوح بحقيقتها لمخلوق..
وها أنا أبرُّ بقسمي حتى أقصاه..
ولم تعد أعماقي تبوح بسرّها حتى لي!
وعبثاً أرى بوضوح، 
ملامح وجهي في المرآة..
صرت حينما أقف أمام مرآتي
أرى امرأةً - ترتدي ثيابي - تهرول إلى الداخل
دون أن تلتفت صوبي، 
إلا في ومضة برق..
وتخلِّفني دائماً، 
وأنا أدري ولا أدري!

غادة السمان

هناك تعليق واحد: